حكايات التاريخ.. مدرسة وقبة نجم الدين أيوب
مدرسة وقبة الصالح نجم الدين أيوب "المدرسة الصالحية" أحد أشهر مباني القاهرة الأثرية، بنيت عام 641 هجرية، وأنشأها الصالح نجم الدين أيوب سابع من ولى ملك مصر من سلاطين الدولة الأيوبية، وأقامها على جزء من المساحة التي كان يشغلها القصر الفاطمي الكبير وأتمها سنة 641 هجرية، وكانت المدرسة تتكون من بناءين أحدهما قبلي.
بعوامل الزمن ضاعت معالم المبنى وشغلت مكانه أبنية حديثة، والثاني بحري، وكان كل من البناءين يشتمل على إيوانين متقابلين أحدهما شرقي والآخر غربي، وصف من الخلاوي على كل من الجانبين ويفصل هذين البناءين ممر يقع في نهايته الغربية مدخل المدرسة الذي يتوسط الوجهة تعلوه المئذنة.
ما زالت واجهة المبنى البحري محتفظة بتفاصيلها المعمارية فهي مقسمة على يمين المدخل ويساره إلى صفوف قليلة الغور فتح أسفلها شبابيك تغطيها أعتاب، امتازت بتنوع مزرراتها، وتعلوها عقود عاتقة اختلفت زخارفها وتنوعت أشكالها.
أما المئذنة فتبتدئ أعلى المدخل مربعة إلى الدورة ثم مثمنة، وتحلي أوجهها صفف تغطيها عقود مخوصة فتح بها فتحات بعقود على شكل أوراق نباتية، ويغطى المثمن قبة مضلعة ازدانت قاعدتها بفتحات على هيئة أوراق نباتية أيضا تعلوها تروس بارزة، وتمثل هذه المئذنة طراز أغلب المآذن التي أنشئت في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجري - الثالث عشر وأول الرابع عشر الميلادي - قبل أن تتطور إلى طرازها المألوف الذي عم وانتشر بمصر بعد ذلك.
تتكون هذه المدرسة من قسمين، وتقسمهما حارة الصالحية التي يعلو مدخلها عقدان يربطان شقّي المدرسة ويحمل هذان العقدان المئذنة، ولم يبق من القسم الجنوبي اليوم غير واجهته الغربية التي ترتبط بالقسم الشمالي عن طريق هذين العقدين، أما القسم الشمالي فما يزال باقٍ جهة الواجهة الشمالية، والإيوان الشرقي والغربي قد تهدم معظم قبو الإيوان الشرقي ولم يبق غير بداية عقد الإيوان.
يقع الضريح في شمال شرق إيوان المالكية للمدرسة الصالحية، وتحتوى واجهتها على حنيتين واحدة منها بارزة، وهناك زخرفة قالبية تزخرف الواجهة كلها حتى بداية المدرسة، وهي تُشبه تلك التي بجامع الأقمر، وفي وسط الحنيات توجد دوائر وأعلى الواجهة توجد شرافات مسننة أو مدرجة ويبلغ الارتفاع حتى الشرافات 11.35مترا، وفي الجزء الأسفل من الحنيات ذات العقود المنكسرة توجد نوافذ الأوسط أوسعها.